11/14/2010

زواج المسيار

يدعو علماء النفس والتربية إلى مزيد من الاهتمام بالأسرة والتربية وقضاء وقت أطول مع الأطفال الذين هم الثمار المنطقية لأي زواج خاصة في عصر زادت فيه المشاكل السلوكية لدى الأطفال والمراهقين وزادت فيه تحديات العصر وأصبح دور الوالدين أكثر إلحاحاً وتعقيداً. رغم كل ذلك نجد أن تركيز الرجل منصب على ذاته وتحقيق رغباته وأهوائه هذا من ناحية، من ناحية أخرى فإن الفتاوى في أية قضية تخدم الرجل هي أسهل وأسرع وفي الغالب تنتهي بالتحليل. يتشاور فيها مجموعة من عالمهم لتخدمهم جميعاً دون أدنى تفكير بطرفي المعادلة الأخرى في الأسرة وهما الطفل والمرأة ثم أن الفتوى تصدر وبسرعة وتفرش الأرض وروداً وزهوراً لتحقيق رغباته وللأسف أن هناك ضغطا ذكوريا لتفسير وتحليل الأمور أو تحريمها من وجهة نظر ذكورية فقط تنطلق من إشباع حاجاتهم وتقدم لهم تنازلات مادية ومعنوية ضحاياها المرأة والطفل وكم من قضايا للنساء ظلت ومازالت معلقة هذا إن لم تحرم وبسرعة تفادياً لاختراق المحظور.وهنا نتساءل وبشدة كيف أن أحسن التربويين هم من الذكور الداعين إلى تماسك الأسرة ووجود الأب والزوج فيها الوجود الدائم المسؤول لا وجود الزائر المسيار، ثم هناك فئة أخرى قد غفلت عن الأطفال ومسؤولية تربيتهم لأنهم ليسوا أساساً في الحسبان. زواج المسيار ظاهرة موجودة ويمارسها الرجل ولكنه توج أخيراً بالتحليل ليعطي الرجل دافعا قويا للتنفيذ لمن ما زال في داخله متردداً. سؤال يطح نفسه وبقوة وهو أليس الهدف من الزواج تأسيس أسرة ورعاية الأطفال والاهتمام بهم؟ خبروني بالله عليكم كيف يحقق هذا النوع من الزواج هذا الهدف والزوج هنا غير ملزم بالمبيت في بيت الزوجية وقد يزور زوجته وأولاده مرة أو مرتين في الشهر خاصة وأن كلمة مسيار مشتقة من كلمة «سير» يعني يسير عليها بين الحين والآخر. ثم أين العشرة والود والرحمة التي بين الزوجين وكيف تتحقق في زيارات عابرة؟ وأين حق المرأة في الصرف عليها ورعايتها حيث يسقط هذا الحق؟ أنتم يا معشر الرجال تطلبون من المرأة المكوث في المنزل وترون أن هذا مكانها الطبيعي ثم تشترطون عليها في هذا الزواج الإنفاق على نفسها. أليس هذا تناقضا ودلالة واضحة على أن هذا الزواج هو عملية يتخلى فيها الرجل عن الإنفاق على زوجته. يعني اسمحوا لي أن أعتبره صفقة تجارية مربحة للرجل وتدليلا له، ثم بالله عليكم أليست النفقة حقا شرعيا للمرأة ثم انتبهوا هو لا يريدها أن تعيش معه وهو يشرط عليها أن تنفق على نفسها.ثم هل تدرك المرأة أن الرجل يمارس عليها دوراً تعسفياً مستغلاً تأخر سن زواجها أو كونها مطلقة أو أرملةواستقلالها المادي ليقول لها أنا موجود في حياتك ولكن عليك أن تدفعي ثمناً لذلك. إن الزواج المسيار هضم لحقوق المرأة وصفقة مادية واستغلال لظروفها وتأخر زواجها وظلم للأطفال الذين لا يرون والدهم على المستوى اليومي ولا يعيش معهم ،وهوغائب في جميع الأحوال لا يشرف على تربيتهم وتأديبهم لا يوجد بجانبهم وقت مرضهم أو حاجتهم للمسة حانية منه. انه الأب الغائب الذي يعطي درساً هاماً لابنه الذكر في تخلي وغياب الأب عن أسرته. في النهاية خبروني ما الحاجة للزواج المسيار اذا كان لدينا في الإسلام تعدد الزوجات؟. الفرق طبعا لصالح الرجل «عدم الالتزام المادي والمعنوي تجاه أسرته».

أرسلي زواج المسيار

هل تريدي مشاركة العائلة والأصدقاء بهذا المقال؟ أنقري الزر ادناه لترسليها بالبريد الالكتروني أو لتخزنيها على شبكتك الاجتماعية المفضلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

AddThis

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...