تستجيب الموضة إلى تطور دوري عبر الزمان و هذه حقيقة لا نقاش فيها. تولَد أساليب اللباس و تتطور و لكنها لا تموت أبدا، فهي تَعكس تاريخ وثقافات كل قارة و تلخص العقليات و التصورات الخاصة بالفترة الذي تم تسجيلها فيها.
فلنبدأ بالحديث عن سنوات الخمسينات التي شهدت بداية عهد جديد: تحررت فيه النساء من قيودها متبنية أسلوبا تطبعه الحرية و الفنتازيا و ستتابع منذ ذلك الحين مشوارها في تثبيت أسلوب ازياءها.
لأسلوب ازياء الخمسينات بصمته : الجوك بوكس "juke box" و الروكنرول "rock’n’roll" إذ أعلنت نهاية الحرب في العالم عن القضاء على كل أشكال الحرمان و كان الأثر على الاستهلاك إيجابيا جدا حيث أصبح هذا المجتمع الذي ولد من جديد يتطلع و يرغب في مستقبل كله أمل و تطور.
فالشباب الأمريكي هو الذي الهم نمط حياة الخمسينات تحت شعار الحيوية و المتعة ! ففي باب الموضة نجد الفساتين الفضفاضة والضيقة عند الخصر التي تبرز شكل الجسم و تظهر الصدر تتعارض مع أسلوب البياتنيك beatnik المركب من جينز أزرق و جاكيت من جلد.
و قد حافظ الجينز الذي كان في الأصل يلبسه العمال الأمريكيون على مكانته في قلوب النساء المولعات بالموضة, ليعبر كل عِقد من الزمان ويشهد تدريجيا عدة تحولات ستجعل منه العنصر الذي لاغنى عنه اليوم. وتم خلال هذه الفترة استبدال الأشكال التي أبدعها المصممون بأساليب هندسية مختلفة تماما.
طبعت سنوات الستينات إبداعاتِ مصممينَ أصبحوا يُعتَبرون أسطورة مثل كاشاريل و إيف سان لوران و دانييل هيشتر....أما الثورة فقد تمت في سنة 1965 و ويشخصها كوريج ، الذي كانت رغبته آنذاك تقديم ملابس خاصة بالمرأة العصرية، النشيطة، تلك التي تعمل من أجل مساواتها مع الرجل. أسلوب كوريج تحدده التنورات القصيرة و فساتين ترابيز "Trapèze"و الأحذية الطويلة و غيرها من تركيبات السراويل "combinaisons-pantalons"
جسدت المرأة في الستينات قمة الشباب و الحرية، فهي أكثر جرأة و تحررا، ومهما كان لباسها بسيطا و عمليا كانت تظهر جذابة بصورة خاصة. بالموازاة مع تلك الفترة، برز أسلوب البين أب "pin-up" الذي ستجسده رمزُ الأنوثة: بريجيت باردو. و أخيرا حركة الهيبي هي التي ستختم هذا العِقد بإقبال كبير.
لإطلالة السبعينات وجوه متعددة،من بينها : الهيبي و الديسكو و البانك الخ.. غير أن ما يطبعها و يحددها هما اللون و الرسوم اللذان استعملا بكثرة. فتحت بداية سنة 1968 أبواب الخيال و القدرة على الابداع، إذ ستُحدِث السبعينات انقلابا كبيرا في تاريخ الموضة مع افتتاح دور الملابس الجاهزة مثل تييري موغلر"Thierry Mugler" و جون بول كوتيي "Jean-Paul Gautier" و فيفيان ويستوود "Vivienne Westwood" ...فمن الظاهر أن كل شيء كان مباحا و هذا ما ستثبته الثمانينات.
في حين كان مايكل جاكسون ومادونا يلقيان نجاحا كبيرا في الهيت باراد Hit parade, كانت موضة البانك punk متداولة و كلمة السر هي التالية:" الثروة هي الأناقة". تماشت مجوهرات الفنتازيا و الألوان الفاقعة و اللامعة و الخطوط والنقاط مع كل الأجسام. كان الهدف حينها هو شد الانتباه و ذلك بالجمع بين كل الأساليب: فقد كانت الأقمصة كبيرة الحجم و السراويل الخفيفة ( لكينز) و الجاكيط بكتفيات " épaulettes" و التنورات كروية الشكل تنافس السراويل بحزام عالي .
المرأة في الثمانينات منفتحة بشكل عام واهتمت بمظهرها،و بتسريحة مثَبَّتة "laqués" أو بشعر مموج أو مصبوغ وبماكياج أنيق.
وفى التسعينات وبعد كل هذه المبالغات ظهر عصر التجريد بالعودة إلى أشكال مبسطة و تصاميم خفيفة الألوان و المواد.
الاتجاه المتبع فى التسعينات هو البساطة باختيار سراويل واسعة و أكتاف ضيقة. و في هذا الجو الهادئ والملائم استغلت ملابس الرياضة الفرصة للخروج من الخزانات لتصبح الإطلالة المتداولة يوميا,باختيار أحذية رياضية وأقمصة و أثواب لينة. فقد أصبحت النساء في الثمانينات بتبنيها إطلالة كول "cool" ، أكثر استرخاءا و نمط حياتها أكثر صحة.
وقد اعتبرت كل من البلوزة " marinière" و معطف البحارة "caban " و الجينز و التيشرت " tee-shirt" من العناصر التي شكلت إطلالة ذلك العِقد، إضافة إلى أسلوب الكرانج "Grunge " الذي كان يمثل بامتياز التيار المعاكس للموضة و ضد المجتمع الاستهلاكي. ونلاحظ انطلاقا من سنة 1995 عودة الألوان و والسراويل العريضة من الأرجل pattes d’eph و الأثواب اللامعة .في حين كان هناك تباين بين أسلوب سموكينك smoking لإيف سان لوران و التصاميم الغير المألوفة لجون بول كوتيي...
ونكتشف مع الألفية الثانية مدى أهمية و قدرة الاتجاهات في خلق التجديد.
تلتقي كل أساليب الازياء، فتجمع النساء بين الحذاء الرياضي و اللباس الرسمي للولوج إلى العمل و بين الحذاء بالكعب العالي و التنورة القصيرة لحضور السهرات....و اختار الشباب أسلوب الهيب هوب -رمز ذلك العقد - كإطلالة، أما اللواتي تجاوزن الثلاثين فقد تبنين حذاء الكونفِرس الرياضي و اعتمدنه في كل المناسبات...
تفجرت الإطلالات و كانت تُعتبر كل مجموعة و كل موسم، مناسبة لإحياء إطلالة عقد من العقود الماضية. ربما كان هناك شيء من الشوق و الحنين....و لكن عندما نختار تشكيلتنا و إطلالتنا فهي بلا شك متناسقة.
تعرف الموضة حركة دائمة وتتجدد باستمرار، والمرأة في القرن الواحد و العشرين لها الاختيار بين إطلالات متعددة نذكر من بينها أسلوب الكرانجgrunge و البابا كولbaba cool وأسلوب المرأة النشيطة executive woman و البانك punk و الكلاسيكي و الرياضيsportwear و القوطي gothique، وهي بذلك تتعايش مع عصرها و تتجاوب مع مسار الموضة و الأحداث التي كثيرا ما تؤثر على نمط الحياة و العقليات، و بالتالي على طريقة لباسها.
ستكون منصات العقود المقبلة حافلة بالمفاجئات الجميلة و الرهان مفتوح ...
فلنبدأ بالحديث عن سنوات الخمسينات التي شهدت بداية عهد جديد: تحررت فيه النساء من قيودها متبنية أسلوبا تطبعه الحرية و الفنتازيا و ستتابع منذ ذلك الحين مشوارها في تثبيت أسلوب ازياءها.
لأسلوب ازياء الخمسينات بصمته : الجوك بوكس "juke box" و الروكنرول "rock’n’roll" إذ أعلنت نهاية الحرب في العالم عن القضاء على كل أشكال الحرمان و كان الأثر على الاستهلاك إيجابيا جدا حيث أصبح هذا المجتمع الذي ولد من جديد يتطلع و يرغب في مستقبل كله أمل و تطور.
فالشباب الأمريكي هو الذي الهم نمط حياة الخمسينات تحت شعار الحيوية و المتعة ! ففي باب الموضة نجد الفساتين الفضفاضة والضيقة عند الخصر التي تبرز شكل الجسم و تظهر الصدر تتعارض مع أسلوب البياتنيك beatnik المركب من جينز أزرق و جاكيت من جلد.
و قد حافظ الجينز الذي كان في الأصل يلبسه العمال الأمريكيون على مكانته في قلوب النساء المولعات بالموضة, ليعبر كل عِقد من الزمان ويشهد تدريجيا عدة تحولات ستجعل منه العنصر الذي لاغنى عنه اليوم. وتم خلال هذه الفترة استبدال الأشكال التي أبدعها المصممون بأساليب هندسية مختلفة تماما.
طبعت سنوات الستينات إبداعاتِ مصممينَ أصبحوا يُعتَبرون أسطورة مثل كاشاريل و إيف سان لوران و دانييل هيشتر....أما الثورة فقد تمت في سنة 1965 و ويشخصها كوريج ، الذي كانت رغبته آنذاك تقديم ملابس خاصة بالمرأة العصرية، النشيطة، تلك التي تعمل من أجل مساواتها مع الرجل. أسلوب كوريج تحدده التنورات القصيرة و فساتين ترابيز "Trapèze"و الأحذية الطويلة و غيرها من تركيبات السراويل "combinaisons-pantalons"
جسدت المرأة في الستينات قمة الشباب و الحرية، فهي أكثر جرأة و تحررا، ومهما كان لباسها بسيطا و عمليا كانت تظهر جذابة بصورة خاصة. بالموازاة مع تلك الفترة، برز أسلوب البين أب "pin-up" الذي ستجسده رمزُ الأنوثة: بريجيت باردو. و أخيرا حركة الهيبي هي التي ستختم هذا العِقد بإقبال كبير.
لإطلالة السبعينات وجوه متعددة،من بينها : الهيبي و الديسكو و البانك الخ.. غير أن ما يطبعها و يحددها هما اللون و الرسوم اللذان استعملا بكثرة. فتحت بداية سنة 1968 أبواب الخيال و القدرة على الابداع، إذ ستُحدِث السبعينات انقلابا كبيرا في تاريخ الموضة مع افتتاح دور الملابس الجاهزة مثل تييري موغلر"Thierry Mugler" و جون بول كوتيي "Jean-Paul Gautier" و فيفيان ويستوود "Vivienne Westwood" ...فمن الظاهر أن كل شيء كان مباحا و هذا ما ستثبته الثمانينات.
في حين كان مايكل جاكسون ومادونا يلقيان نجاحا كبيرا في الهيت باراد Hit parade, كانت موضة البانك punk متداولة و كلمة السر هي التالية:" الثروة هي الأناقة". تماشت مجوهرات الفنتازيا و الألوان الفاقعة و اللامعة و الخطوط والنقاط مع كل الأجسام. كان الهدف حينها هو شد الانتباه و ذلك بالجمع بين كل الأساليب: فقد كانت الأقمصة كبيرة الحجم و السراويل الخفيفة ( لكينز) و الجاكيط بكتفيات " épaulettes" و التنورات كروية الشكل تنافس السراويل بحزام عالي .
المرأة في الثمانينات منفتحة بشكل عام واهتمت بمظهرها،و بتسريحة مثَبَّتة "laqués" أو بشعر مموج أو مصبوغ وبماكياج أنيق.
وفى التسعينات وبعد كل هذه المبالغات ظهر عصر التجريد بالعودة إلى أشكال مبسطة و تصاميم خفيفة الألوان و المواد.
الاتجاه المتبع فى التسعينات هو البساطة باختيار سراويل واسعة و أكتاف ضيقة. و في هذا الجو الهادئ والملائم استغلت ملابس الرياضة الفرصة للخروج من الخزانات لتصبح الإطلالة المتداولة يوميا,باختيار أحذية رياضية وأقمصة و أثواب لينة. فقد أصبحت النساء في الثمانينات بتبنيها إطلالة كول "cool" ، أكثر استرخاءا و نمط حياتها أكثر صحة.
وقد اعتبرت كل من البلوزة " marinière" و معطف البحارة "caban " و الجينز و التيشرت " tee-shirt" من العناصر التي شكلت إطلالة ذلك العِقد، إضافة إلى أسلوب الكرانج "Grunge " الذي كان يمثل بامتياز التيار المعاكس للموضة و ضد المجتمع الاستهلاكي. ونلاحظ انطلاقا من سنة 1995 عودة الألوان و والسراويل العريضة من الأرجل pattes d’eph و الأثواب اللامعة .في حين كان هناك تباين بين أسلوب سموكينك smoking لإيف سان لوران و التصاميم الغير المألوفة لجون بول كوتيي...
ونكتشف مع الألفية الثانية مدى أهمية و قدرة الاتجاهات في خلق التجديد.
تلتقي كل أساليب الازياء، فتجمع النساء بين الحذاء الرياضي و اللباس الرسمي للولوج إلى العمل و بين الحذاء بالكعب العالي و التنورة القصيرة لحضور السهرات....و اختار الشباب أسلوب الهيب هوب -رمز ذلك العقد - كإطلالة، أما اللواتي تجاوزن الثلاثين فقد تبنين حذاء الكونفِرس الرياضي و اعتمدنه في كل المناسبات...
تفجرت الإطلالات و كانت تُعتبر كل مجموعة و كل موسم، مناسبة لإحياء إطلالة عقد من العقود الماضية. ربما كان هناك شيء من الشوق و الحنين....و لكن عندما نختار تشكيلتنا و إطلالتنا فهي بلا شك متناسقة.
تعرف الموضة حركة دائمة وتتجدد باستمرار، والمرأة في القرن الواحد و العشرين لها الاختيار بين إطلالات متعددة نذكر من بينها أسلوب الكرانجgrunge و البابا كولbaba cool وأسلوب المرأة النشيطة executive woman و البانك punk و الكلاسيكي و الرياضيsportwear و القوطي gothique، وهي بذلك تتعايش مع عصرها و تتجاوب مع مسار الموضة و الأحداث التي كثيرا ما تؤثر على نمط الحياة و العقليات، و بالتالي على طريقة لباسها.
ستكون منصات العقود المقبلة حافلة بالمفاجئات الجميلة و الرهان مفتوح ...
المزيد من مقالات موضة وازياء:
أرسلي أنماط الازياء عبر العصور
هل تريدي مشاركة العائلة والأصدقاء بهذا المقال؟ أنقري الزر ادناه لترسليها بالبريد الالكتروني أو لتخزنيها على شبكتك الاجتماعية المفضلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق